ما هي؟

إن الحَثل القرني هو مرض جينيّ مَوروث يؤثّر على القرنية، الجدار الشفّاف الكروي الواقع في الجزء الأمامي للعين. عادةً ما يصيب الحثل الجزءَ المركزي من القرنية في كلتا العينين دون التسبّب بالتهاب عيني، ويظهر عند الأشخاص في عمر بين 10 و40 عاماً، ويكون تقدّمه بطيئاً.

الأسباب وعوامل الخطر

يُعد حدوث طفرةٍ ما في بعض الجينات السبّبَ في الإصابة بهذا المرض، وعليه فإن عامل خطر الإصابة به يكمن في وجود حالة سابقة ما في العائلة وخاصة عند أفرادها ذوي القُربى المباشرة. تُسبب هذه الطفرة تراكم مواد وعناصر لا ينبغي في الحالة الطبيعية أن تتجمع في القرنية. هذا ولم يتم العثور على علاقة بين المرض وبين عوامل بيئية أو أمراض جهازية أخرى.

أنواعها

تُصنّف أنواع الحَثل القرني بحسب طبقة القرنية المُتأثّرة:

  • حثل ميسمان الظِهاري، وحثل الغشاء القاعدي للظهارة القرنية (أو حثل كوغان)، هي حثول تصيب ظهارة القرنية، وهي الطبقة السطحية من القرنية. بينما يؤثّر كل من حثل رايس بكلر وحثل ثايل بينكي على غشاء بومان الواقع بين الظهارة وطبقات القرنية الأعمق.
  • الحثولات السّدَوية، وهي تؤثّر على سدى القرنية، وهي الطبقة الأثخن في القرنية. والأكثر شيوعاً في هذه المجموعة هي الحثل الحُبيبي: النمط الأول لغرونو، والحثل اللطخي: النمط الثاني لغرونو، والحثل الشِّباكي وغيرها.
  • الحثولات البِطانية وحثولات غشاء ديسيمه، وهي اضطرابات تصيب الطبقات الأعمق في القرنية. ويعتبر حثل فوكس البطاني أحد أكثرها شيوعاً.

الأعراض

إن أعراض الحثولات القرنية متعدّدة جداً. وكثير من المرضى لا تظهر عندهم أية أعراض، خاصة في بداية المرض. عندما تكون الإصابة في الطبقات الأكثر سطحية في القرنية فعادةً ما تؤدي إلى التأكّل الظهاري المُعاوِد، ما يتسبّب بشعور بالانزعاج وألمٍ في العين خلال ساعات الصباح يكون متقطّعاً. أما المرضى المصابون بالحثولات السدويّة فعادةً ما يعانون من تناقص في حدة الإبصار نتيجة ترسّبات عناصر شاذّة في المنطقة المركزية للقرنية. هذا ويُعدّ فقدان البصر العرض الرئيسي أيضاً عند المرضى المصابين بحثولات القرنية البطانية. لكن عند هذه المجموعة الأخيرة من المرضى يعود تناقص حدة الإبصار إلى خلل وظيفي في الخلايا البطانية والتي تعمل على منع تواجد فائض من السوائل في القرنية، وبالتالي المحافظة على شفافيتها. فنتيجة اضطراب خلوي في هذه الطبقة ينفذ فائض السوائل إلى داخل القرنية مُسبباً حدوث وذمة قرنية (قرنية منتفخة بسبب احتباس السوائل)، ما يؤدّي بدوره إلى فقدان شفافيتها ومنه إلى ضعف الرؤية.

الوقاية

حتى الوقت الحاضر لا توجد وسيلة فعالة للوقاية من هذا المرض. في المستقبل قد تصبح الهندسة الوراثية أداةً مُجدية لتعديل وإعادة الجينات المتحوّلة بسبب الطفرات، والمسؤولة عن الإصابة بالمرض، إلى طبيعتها.

العلاج

إن علاج الحثل القرني يعتمد على نوعه، وعلى شدّته، وعلى الأعراض الظاهرة عند المريض.

المرضى الخاليين من الأعراض لا يحتاجون إلى العلاج.

عند المرضى الذين يعانون من تأكّل مُعاوِد في القرنية، يكون العلاج باستخدام قطرات ومراهم مُرطّبة، أو باستخدام عدسات لاصقة علاجية، أو بتطبيق ليزر إكزيمر العلاجي (PTK)، وذلك حسب شدّة التأكّل وحسب الاستجابة لكلّ علاج.

عند المرضى الذي يعانون من تناقص حادّ في الرؤية بسبب تجمّع مواد وعناصر شاذّة في سدى القرنية، الحالة تستدعي إجراء زرع للقرنية، سواء كان زرعاً كامل الثخانة (رأب القرنية النافذ) أو زرع الطبقات السطحية للقرنية فقط (رأب القرنية الصفاحي الأمامي العميق).

عند المرضى الذي حدث في قرنيتهم تراكم للسوائل بسبب الخلل الوظيفي للخلايا البطانية، يشتمل العلاج على استخدام قطرات ومراهم كلور الصوديوم في المراحل المبكرة من المرض. وفي حال استمر تناقص حدة الإبصار عند المريض وأصبح يحدُّ من نشاطاته اليومية، فإن الخطوة التالية ستكون زرع القرنية، سواء كان إجراء زرع كامل الثخانة أو زرع للخلايا البطانية فقط (رأب القرنية الخلفي).

المهنيين الذين يتعاملون مع هذا التخصص

الأسئلة المتداولة

  • بما أن سبب المرض هو جينيّ وأن العوامل البيئية أو الغذائية ليس لها أي دور فيه، فلا يمكن فعل شيء من أجل إيقاف أو إبطاء تقدم المرض. كما لم يتم العثور على مؤشرات من شأنها أن تكشف كيف سيتطوّر المرض عند كل مريض، أي إنه لا يمكن على نحو مسبقٍ معرفة أي من المرضى سيتقدم لديهم المرض بسرعة أو ببطء، أو من منهم سيحتاج إلى علاج جراحي.

  • عموماً، يُمكن للمرض أن يظهر مرة أخرى في القرنية الجديدة التي تم زرعها، مع أن احتمال حدوث هذا يختلف بحسب نوع الحثل. فعلى سبيل المثال، في الحثل الشباكي السدوي والحثل الحُبيبي السدوي ثمّت حالات تحدث فيها ترسّبات في القرنية المزروعة، الأمر الذي يستدعي، إن حدث، ضرورة إجراء عملية زرع ثانية. في المقابل، فإنه في الحثل اللطخي السدوي يندر كثيراً أن يحدث هذا الأمر.