ما هي اللابؤرية أو الاستغماتيزم؟

من أجل الحصول على رؤية صافية لصورةٍ مّا فإن أشعة الضوء الأفقية والعمودية التي تصل إلى جهاز العين البصري يجب أن تُشكّل نقطة بؤرية تتركّز على الشبكية. واللابؤرية هي خلل انكساري تصير للأشعة العمودية والأفقية بسببه نقاط بؤرية مختلفة على الشبكية. يمكن أن يرتبط هذه الخلل بقصر البصر أو بمدّ البصر.

في معظم الحالات، تُعزى اللابؤرية (الاستغماتيزم) إلى عدم تناظر (انحراف) في القرنية يُضفي عليها شكلاً بيضويّاً أو إهليلجيّاً ويحول دون تحقيق التبئير الصحيح لصورة الأجسام على الشبكية. عادةً ما يُحدد سبب عدم الانتظام هذا جينيّاً، لكن أيضاً يمكن أن يحدث كنتيجة لرضّ عيني، أو بعد تدخّل جراحي عيني مثل جراحة الساد على سبيل المثال، أو بسبب قرحات القرنية، أو بسبب انزياح في عدسة العين الطبيعية، إلخ.

علامات وأعراض اللابؤرية

إن العين التي فيها لابؤرية (استغماتيزم) ترى الصور مشوّهة ومنحرفة وذلك لأنها لا تتمكّن من تحقيق تبئير مناسب لا عن بُعدٍ ولا عن قرب. فالأجسام تبدو متطاولة أو أكبرُ عرضاً، وفي بعض الأحيان تلتبس الحروف والأرقام على الناظر، وحتى في بعض الحالات يمكن أن تظهر ظلال بجانب الأجسام المنظور إليها.

من الأعراض والعلامات الأكثر شيوعاً يمكن ذكر ما يلي:

  • رؤية مغبّشة أو مشوّهة
  • تعبٌ بصريّ
  • بذل جهد في العينين من أجل الرؤية
  • صداع

كحادثة مثيرة للفضول يمكن ذكر أنه يُعتقد بأن الرسام الإيطالي الشهير أماديو موديلياني كان يعاني من الاستغماتيزم وذلك نظراً للتشوّه الموجود في الصور التي رسمها في أعماله.

متى ينبغي زيارة طبيب العيون؟

لا يمكن الوقاية من اللابؤرية (الاستغماتيزم)، لكن يمكن أن تُشخّص من خلال فحص طبيّ عيني شامل.

في الطفولة قد تصبح اللابؤرية غير المصحّحة سبباً لحدوث مشكلة العين الكسولة (الغَمش). ويمكن تجنّب وقوع هذه الحالة بتصحيحها بواسطة النظّارات قبل سنّ ٨ أعوام. ولهذا السبب فإن إجراء مراجعة عند أخصائي العيون يعتبر أمراً جوهرياً، حتى في حال عدم ظهور أية أعراض.

أبرز أعراض اللابؤرية هي تشوّش الرؤية سواء في رؤية الأجسام البعيدة أو القريبة.

ويمكن أن تُشير اللابؤرية المرتفعة التي تتقدّم مع السنين، وخاصّة المرتبطة بقصر البصر، إلى وجود اضطراب مرضيّ في القرنية، كحالة القرنية المخروطية.

ما هي العلاجات المتوفّرة حالياً؟

إن الخيارات العلاجية الحالية من أجل تصحيح اللابؤرية (الاستغماتيزم) تشتمل على:

  • التصحيح بالنظّارات أو بالعدسات اللاصقة
    وهي الوسيلة الأبسط لتصحيح اللابؤرية.
     
  • جراحة القرنية بالليزر
    تعتبر تقنيات الليزك (LASIK) واقتطاع القرنية الضوئي الانكساري (PRK) وتقنية السمايل (SMILE) هي الأكثر استخداماً في جراحة الاستغماتيزم وذلك بفضل الأمان والفعالية المجرّبة التي توفّرها.
     
  • العدسات داخل مقلة العين
    في حالات معينة تتوفّر تقنيات جراحية أخرى كزرع العدسات الحيديّة أو العدسيّة (بالإبقاء على عدسة العين الطبيعية) أو زرع العدسات الاصطناعية (بعد استئصال العدسة الطبيعية أو استخراج الساد).

المهنيين الذين يتعاملون مع هذا التخصص

الأسئلة المتداولة

  • الديوبتر هو وحدة قياس قوّة العدسات، وتُعبّر قيمتها الإيجابية أو السلبية على قوّة الانكسار في العدسة. الإشارة الإيجابية تتوافق مع العدسة المُجمِّعة، أما السلبية فمع العدسة المُفرِّقة. وفي العدسة المُجمّعة تلتقي الأشعة التي تخترقها في نقطة واحدة من أجل "تجميعها"، ولذا فإن هذا النوع من العدسات يُعد مثالياً من أجل تصحيح مدّ البصر، وقصوِّهُ، وبعض حالات الاستغماتيزم. أما العدسات المُفرّقة فتكون محدودة بسطحين أحدهما مقعّر، ويكون هذا النوع قادراً على فصل الأشعة التي تخترقها جاعلاً إياها "تتفرّق". وهي تُستخدم أيضاً في أخطاء الانكسار كتصويب عيوب مدّ البصر وبعض أنواع الاستغماتيزم.